أعتقد أن توجهات الرئيس لا تخرج عن مضامين القرآن والسنة

أعتقد أن توجهات الرئيس لا تخرج عن مضامين القرآن والسنة 

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الحجرات:١٣).

إن القبلية تصنع في كثير من الأحيان نوعًا من الوحدة بين أبنائها فإذا ارتقى هذا الفهم الوحدوي القبلي إلى ما ينفع الناس وجب إدخالها في وحدة أسمى منها هدفًا ونوعًا وهي وحدة الوطن و كان ذلك تمهيدًا للوحدة الوطنية وهي غاية منشودة.

ومن الضروري أن تكون هذه الوحدة القبلية دائرة في فلك الوحدة الوطنية الكبرى ومغذية لها، وعند أي تعارض بين الوحدتين تقدم الوحدة الوطنية ومصالحها على الوحدة الصغرى، ولعل تحقيق هذه الوحدة القبلية الصغرى بهذا الفهم من الأسباب التي يتم  بها صلة الأرحام وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يصل ذوي رحمه وأقاربه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، وقد جعل الإسلام كثيرًا من الأحكام تتعلق بالعشيرة مثل الميراث والعصب وغيرها.

ومما يجب على المسلم أن يتجنب من سلبيات القبلية التفاخر بالأنساب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أحقر عند الله من الجعلان».

كما يجب تجنب العصبية القبلية وهي أن يغضب المرء لغضب القبيلة ولو كان غضبها لباطل، ويرضى لرضاها ولو كان عن باطل، وهذه هي حالة الجاهلية عبر عنها شاعرهم، فقال:

وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

وقول الآخر:

لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانًا

ومن السلبيات بالغة الضرر احتقار المسلمين والآخرين لنسبهم المتواضع.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

ومن أخطر السلبيات تقديم الولاء والتناصر القائم على أساس القبيلة على الولاء القائم على الدين، ولقد حارب الصحابة آباءهم المشركين الصادين عن دين الله مع إخوانهم المؤمنين، فإخاء الدين مقدم على إخاء النسب حال التعارض، ويزداد إخاء الدين قوة وصلابة وحقوقًا إذا كان معه صلة قربى ونسب.

فمتى ما انتفت هذه السلبيات عن القبلية أثمرت خيرًا على المجتمع، فزادت بها وحدته وقويت بها شوكته، وصلح بها أمره، ومتى اقترنت بها تلك الآفات كانت آثارها على المجتمع مدمرة وسيئة.

يحيى بيّان