سيدي الرئيس
دائما تجدهم وكأنهم هم ...
إنهم من يستقبلونك في الصفوف الأمامية ...
كل أولئك الرجال والنساء...
القادمين من ربوع تتشابه ...،
هم من يستوطنهم نفس الأنا...
هو نفس التكوين ونفس التربية؛
هي نفس الوجوه الساحرة بلمعانها و المبهرة والمثيرة بأجسامها وكلامها...
إنهم أغلب من يمتص دماء أبناء وبنات هذا الوطن.
ليعطي بلاحساب لمن يلمعه...
إنهم ارباب البطون التي تدفع بكل اياديها...
وتقبض بشدة على فرائسها...
فهم أحرص من نملة على حبة ،ومن عنكبوت على ذبابة، حرصهم على خزائنهم كي لاينضب معينها من العملة الصعبة التي تسهل لهم الطرق وسط أعتى كثبان " انبيكت لحواش"، وتفسح لهم بين أحراش كوش وصحاري الشرق، التي لايحدها سوى الخوف من بنادق الجبهات المالية المتطرفة ،وتغول مرتزقة" فانغر "على الحدود الملتهبة مع الجارة مالي .
مايثير غيرة وحنق المواطن هو أن يرى من اختارهم ليتوشحوا بوشاح الوطن يبتعدون من الوطنية بخطى غارقة في الهروب منهم، ويتمتعون بالحماية والاحتضان،وكأن الهروب لمآربهم الشخصية أقوى من التضحية من اجل الوطن..
سيدي الرئيس
إنهم في نشوة انتصار بما يظهرون لك...
ليوهمونك بأن لهم كل شئ...
والواقع أن المواطن يلعنهم بكل شيء...
سيدي الرئيس
بعد مغادرتك سيهربون جميعا أمام سيل من كذبوا عليهم من البسطاء الذين أقنعوهم بإستقبالك ...
سيهربون بكامل أمتعتهم...
سيهربون ومناديلهم مبللة بالدموع ضحكا عليهم ...
فلا وداعات ولا هدايا ولا صدقة طريق ...
سيهربون منهم دون إخبارهم برحيليهم لن يودعوهم ولو برسالة صوتية ...
وسيقولون أنني إنما أحسدهم اوأغار منهم ...
ويكررون قول الشاعر ،وهو منهم براء :
حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه :: فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها :: بغضاً ومقتاً إنه لدميم
سيدي الرئيس
إن أغلب الذين سيحضروا إنما يرفلون في حلل الفرح والنشوة والانتصار على أبناء مدنهم وقراهم ، بسطوة المال العام الذي خلق لهم جاه الحماية والاحتضان، بينما يبقى الكثير ، من المواطنين، ضحية لسوء تسيرهم وغبنهم ...
نعم هم من صنعوا ذلك لأنفسهم ليكون لهم كل شيء ولو لم يبقى للمواطن أي شيء...
فأصبح المواطن بسببهم غريبا في وطنه ...
لأن أثر الفساد أقوى من أثر التضحية وحب البلد ..
سيدي الرئيس
إن فرسك المسجرج قد آن لك أن تطلق له العنان لتميز من بينهم الغث من السمين ولتجتوي من يجتويك فتبعد ضرهم وشرهم .
فقد رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ:
(من عَامل النَّاس فَلم يظلمهم وَحَدَّثَهُمْ فَلم يكذبهم وَوَعدهمْ فَلم يخلفهم فَهُوَ مِمَّن كملت مروءته وَظَهَرت عَدَالَته وَوَجَبَت أخوته)
يحيى بيّان