يحيى بيّان يكتب في ذكرى رحيل الكبير محمد محمود ولد محمد الراظي

في ذكرى رحيل الكبير محمد محمود ولد محمد الراظي غفر الله لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين لابد أن اسجل : أن الجميع يجمع على ان ما يقال في حقه  قليلٌ من كثير  ....فقد كان  أخا وصديقا ومثقفا ووطنيا متفردا ،بحكمته وحنكته، وبصيرته... 
كان يمزح بروح الجد، متواضع مع رحابة الصدر ...

كان  الوطني الجميل،  المسكون بموريتانيا، الرئيس الهادئ وصاحب الروح المرحة.. الرجل الذي أبقى على مسافة واحدة من الجميع، فأحبه الجميع..   
المعلم المناضل الذي نشأ على يديه جيل من الأطر الذين كانوا يأخذون منه ما يعزز حضورهم كأسماء فاعلة في الساحة الوطنية .. 
وظلت قائمة نضاله تمتد على نصف قرن أويزيد.
حدثني عنه ابن عمي المرحوم محمد عبد الله ولد ابهاه رحمه الله المسؤول التقليدي لأهل حامني بشنقيط قال احتاجت المجموعة النازحة من شنقيط لحفر بئر بمقاطعة كيفة للشرب وبعد بحث جاد هنا وهناك اتصلت بالمرحوم اشريف ولد محمد محمود بحكم معرفتي به إذ  قدعمل حاكما بمقاطعة شنقيط فربطني بالمرحوم محمد محمود الذي أعطاني موعدا بمدينة كيفة ولما وصلت مكتبه، وكان ساعتها عمدة لبلدية كيفة، وجدته مشغولا في أمور كثيرة فكتبت حروفا واعطيتها للبواب الذي ادخلها عليه فبادر باستدعائي وبعد قليل خرج إلى الولاية ،حتى قرب وقت الظهر، ثم عاد وفي يده ورقة اعطاني أيها وقال لي اذهب فاحفر لهم وبعد سنوات صار البئر لايفي بسقيا القوم فذهبت إليه في دسق وكان بسيطا  بشوشا كعادته فاخبرته الخبر وأن البئر الواحد لايكفي ...
فسألني عن الورقة التي أعطاني أيها فلما نظر فيها تهلل وقال لي اذهب فاحفر إن شئت مائة بئر ...
رحم الله محمد محمود وجعل ذلك في ميزان حسناته هو ومحمد عبد الله ولد ابهاه  وغفر الله لوالدينا ولجميع المسلمين 
أتم إلين اتر وحدين::كيفل مات ما فات مات 
واتر وحدين اخرين::ألهم ش مات مامات
الناس بالناس مادام الحياء بهم::
والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل::
تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد::
مادمت مقتدرا فالسعد تارات
وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت::
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم::
وعاش قوم وهم في الناس أموات
وإنا لله وإنا إليه راجعون

يحيى ولد  بيّان