من أصدقاء والدي رحم الله الجميع
رجال عاشوا لغيرهم ولم يعيشوا لأنفسهم،نذروا حياتهم لخدمة الآخرين...
فكانوا ملجأ لغيرهم ، رجال الزمن الصعب بعلمهم، وأخلاقهم، ومواقفهم، اخوة للجميع لايساومون في حق،ولايجادلون فيما لاجدوى منه،أقرب للمطحونيين والمظلومين، وكأنهم منهم؛يجلون العلماء ويؤثرونهم على أنفسهم،وفعلا يصعب اختزال الحديث عنهم في بضع كلمات؛
انه منهم الشيخ ولد سيد ولد الغوث ، شيخ عامة اقلال اركيبه، غفر الله لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين ،قدم عليه شاب من قبيلة ادبوسات الكريمة وقد باع قطيعا ، لتاجر بسوق مدية كيفه وقد مطله ،وكان خابطا الكيد عفى الله عنه في ذلك .وكان الشاب قد اوصاه والده الهرم أن عليه التوجه للشيخ كلما عرضت له حاجة اوثلب بأمر .فلما قص الخبر على الشيخ وذكر كامل تفاصيل ماجرى له .قام الشيخ من حينه متجها إلى التاجر الذي يعرف قوته وطلب منه قضاء طفل ايدبوسات فكان ردوه عليه :هذا بعد ماه من لقلال واتبريت منك كل مد اتج دونه. فما كان من الشيخ رحمه الله الا ان رد عليه بصفعة طرحته أرضا وحلف أن لا يرفع قدمه عن خده حتى يقضي هذا الغريب حقه فماكان من تجار السوق الاان جمعوا للبساتي نقوده ودفعوها إليه.
وفي الأسبوع الموالي لقي الشيخ التاجر المطال فسلم عليه متهللا واعطاه ثورا من حر ماله فرد التاجر قائلا :ليتك صفعتني كل يوم بثور.
وإنه لمنهم محمد التراد ولد محمد ولد الطالب سيد احمد ،شيخ أهل الطالب سيد احمد ،غفر الله لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين ،اشتكى إليه همد، رجل من قبيلة لادم الكريمة،شكى إليه حاكم مقاطعة الطينطان الذي منعه رواتبه وطردته زوجة الحاكم على اثر سجاد وجدته يفتشره فما كان من محمد التراد رحمه الله الا ان ذهب مع العامل همد وقابل الحاكم في مكتبه وقال السيد الحاكم اختر بين أن تقضي هذا العامل حقه أو أن اقضيه عنك ،فضرب الحاكم موعدا لهمد عاد فيه محمد التراد للحاكم وقضي همد حقه في رواتبه التي كادت تضيع...
رحم الله السلف وبارك في الخلف وادام علينا الود
أتم الين اتر وحدين :كيفل مات ما فات مات
واتر وحدين أخرين :ألهم ش مات مأمات
ويقول الإمام الشافعي :
الناس بالناس ما دام الوفاء بهم::والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس ما بين الورى رجل::تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد::ما دمت تقدر والأيام تارات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم ::وعاش قوم وهم في الناس أموات
يحيى بيّان
