إلى عناية الإدارة العامة لشركة موريتانيا للطيران

إلى عناية الإدارة العامة لشركة موريتانيا للطيران

الموضوع: شكوى رسمية بخصوص الرحلة L6-220 بتاريخ 30 سبتمبر 2025 (نواذيبو – لاس بالماس)

3 أكتوبر 2025 – الساعة 10:26

السيد المدير العام،

أتشرف بأن أوجه إليكم هذه الشكوى على إثر الحوادث الخطيرة التي وقعت أثناء الرحلة رقم L6-220 بتاريخ 30 سبتمبر 2025، التي كانت مبرمجة في الأصل من نواذيبو إلى لاس بالماس.

1. الأحداث التي وقعت أثناء الرحلة

بعد حوالي 20 دقيقة من الإقلاع، أبلغنا طاقم الطائرة أن هناك خللاً فنياً يستوجب العودة إلى نواذيبو. وبعد لحظات، انتشرت في المقصورة رائحة قوية للغاز (يُرجح أنها من نوع الأمونياك أو الفريون)، مما تسبب في حالة ذعر بين معظم الركاب، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وكانت الوسيلة الوحيدة التي اقترحها الطاقم للحماية هي ترطيب المناديل بالماء لتغطية الأنف. وبعد ذلك، جاء إعلان ثانٍ يفيد بأن الطائرة لن تعود إلى نواذيبو بل ستواصل إلى نواكشوط. وحلقنا بعد ذلك على ارتفاع منخفض جداً لمدة تزيد على ساعة، وسط جو من القلق والارتباك، قبل أن نتمكن من الهبوط بسلام في نواكشوط، ولله الحمد.

2. غياب الاستقبال والمساعدة في نواكشوط

عند الوصول إلى نواكشوط، لم تكن هناك أي ترتيبات من طرف الشركة لاستقبال الركاب الذين كانوا بوضوح في حالة صدمة وتأثر.

لم تُقدّم أي رعاية طبية.

تُرك الركاب لمصيرهم، وقام رجال الشرطة بتوجيههم وسط ارتباك كبير، واضطروا لحمل أمتعتهم اليدوية بأنفسهم وهم في حالة توتر وإرهاق.

نُقلنا إلى قاعة انتظار بلا تكييف، في جو خانق، ودورات مياه متهالكة، دون أي تواصل من وكلاء الشركة.

اضطر الركاب لشراء المرطبات بأنفسهم بأسعار باهظة.

3. انتظار طويل وصعود في ظروف لا إنسانية

بعد أكثر من ساعتين من الانتظار، علمنا صدفةً من موظفة صادفناها في أحد الممرات أن الشركة قررت تغيير الطائرة وأن الرحلة ستنطلق في الساعة 14:30.
لكن الإقلاع تأخر مجدداً إلى الساعة 16:30، بحجة انتظار التموين من شركة "سيرفاير" ثم وصول شحنة من السمك الطازج الموجهة إلى لاس بالماس، وهو ما أثار استياء الركاب.
وبدأ الصعود إلى الطائرة في الساعة 16:10، لكن الركاب اضطروا للبقاء على متن الطائرة لمدة 20 دقيقة دون تكييف، في حرارة خانقة تكاد تسبب الاختناق، قبل أن تقلع الطائرة أخيراً.

4. الوصول إلى لاس بالماس ومشاكل جديدة

عند الوصول إلى لاس بالماس، واجه الركاب تمييزاً في النزول من الطائرة، حيث أُعطيت الأولوية للمسافرين الأوروبيين، ثم للمقيمين، وأخيراً للـ«ركاب العاديين».
كما خضعنا لتفتيشات شرطية مفرطة (فحص تذاكر السفر، حجوزات الفنادق، المبالغ المالية، إلخ)، ما أدى إلى شعور بالإهانة وهدر للوقت.

5. تقصير الشركة

في ضوء هذه الوقائع، يمكن رصد عدة إخلالات جسيمة من طرف الشركة:

1. الإخلال بواجب السلامة: تسرب الغاز في المقصورة عرّض صحة وحياة الركاب للخطر.

2. الإخلال بواجب المساعدة: لم تُوفر أي رعاية طبية أو نفسية بعد حادث قد يكون خطيراً.

3. الإخلال بواجب الإبلاغ والشفافية: تُرك الركاب في حالة جهل تام بمصير الرحلة، ومدة التأخير، والبدائل المتاحة.

4. الإخلال بواجب التكفل في حالة الانقطاع أو التأخير الطويل: وطبقاً للأنظمة الدولية (وخاصة اللائحة الأوروبية رقم 261/2004 المطبقة على الرحلات من وإلى الاتحاد الأوروبي)، يحق للركاب الحصول على مساعدة مجانية (مشروبات، وجبات، وسائل تواصل، علاج عند الضرورة) وكذلك تعويض مالي في حال التأخير أو الحوادث.

6. الطلب

بناءً على ما سبق، أطلب منكم ما يلي:

تقديم اعتذار رسمي للركاب الذين كانوا على متن الرحلة L6-220 بتاريخ 30 سبتمبر 2025.

تعويض مالي جزئي أو كامل عن الأضرار التي لحقت بنا (القلق، التأخير، ظروف الانتظار غير الإنسانية).

اتخاذ إجراءات تصحيحية تضمن عدم تكرار مثل هذا التقصير مستقبلاً (خطط طوارئ، رعاية طبية، إبلاغ واضح للركاب، احترام المعايير الدولية).

وفي حال عدم تلقي رد مرضٍ من جانبكم خلال فترة زمنية معقولة، فسأضطر إلى رفع الأمر إلى السلطات المختصة في الطيران المدني، وإلى هيئات حماية حقوق المسافرين جواً.

أحمد خوبة
راكب عادي