خضراوات الدمن

خضراوات الدمن

أخرج الدارقطني في الأفراد: "إياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن؟ يا رسول الله، قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء"

فكيف إذا كان منبت السوء وحاضنته الاجتماعية هي "تيك توك" أو "اسناب" أو "الفيس"،  تلك منابت سوء تربت فيها المتبرجات لا نعلم لهن أبا غيورا ولا خالا ذا نخوة، بل تربية نسوة أوقح منهن نبت لحمهن من السحت، وأمِنَّ مكر الله لفسقهن، ولم يكن فعلهن فعلا لازما بل متعديا، في محاولة لتطبيع المجتمع مع المعاصي.

وإذا كانت  المرأة الحسناء في المنبت السوء هي خضراء الدمن، فإن ما يتوهمه الجاهل من حسن خضراوات دمن اسناب والتيك هو حسن زائف مجلوب بتطرية "الفيلتر"!
ولو سلمنا جدلا بحسنهن، فالحسن زائل والفسق لعنة تلاحق صاحبها:
لا تـنكحنَّ لئيمة لمحاسنٍ :: فاللؤمُ يـبقى والمحاسن تذهبُ

إن لكل مجتمع قيم تجب المحافظة عليها، حتى الأمريكان مجتمع شذاذ الآفاق كما يقال، حاول بناء قيّم، فالمثل الأمريكي يقول: إذا أردت الزواج فلا تختر زوجتك من البار.
فالذي يبحث عن شريك حياة جادّ عندهم  يُنصح ألّا يبدأ من بيئة تُعرف باللهو أو العلاقات العابرة، مثل الحانة أو البار، فلا يمكنك أن تحوّل فتاة البار إلى ربة بيت:
"You can’t turn a bar girl into a housewife."
ويقول المثل الإنجليزي القديم
"A harlot is no wife."

نعلم أن ما نراه من "بنات وطننا" على الوسائط قلة معزولة من "مخصورات لخبار"، وأن اخصارت لخبار ماهي طاريه، لكن الخطير هو التطبيع مع المعصية والدفع بأصحابها إلى الواجهات، بل والمجاهرة بها (كل أمتي معافى إلا المجاهرين).

لا أزال أكرر أن ولي الأمر مسؤول أمام الله عن حفظ بيضة الإسلام والوقوف في وجه إشاعة الفاحشة.
كذلك العلماء وخطباء الجمعة، والنواب، والإعلام، وعلى المجتمع التصدي لهذه الظواهر، فنحن ندخل عولمة لكل شيء حتى الكبريهات التي كانت مغلقة أصبحت على الهواء مباشرة بعهرها وفسقها وخلاعتها وجاهليتها الأولى.

أعلم أنني أنفخ في رماد لكن  "معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"

كامل الانفلات

سيد محمد