القصة الكاملة لموت الإطار الغامض تقرير فرنسي يؤكد: تم تسميمه ثم تعليقه

 القصة الكاملة لموت الإطار الغامض

تقرير فرنسي يؤكد: تم تسميمه ثم تعليقه

قبل أيام قليلة فقط، اهتزّت العاصمة نواكشوط على وقع حادثة غامضة، بعد العثور على أحد أطر وزارة الإسكان مشنوقًا داخل منزله في سيتي بلاج.
وفي حين سارع البعض إلى وصفها بأنها “انتحار مأساوي”، جاء التقرير الطبي الفرنسي ليقلب كل الفرضيات، مؤكدًا أن الرجل قُتل بالسم ثم عُلّق بعد وفاته لإيهام الجميع بأنه انتحر.

من العلاج في المغرب إلى الرحيل المفاجئ

الراحل كان قد تلقّى علاجًا في المغرب إثر إصابته بجلطة دماغية سبّبت له شللًا جزئيًا، ما يجعل فرضية الانتحار شبه مستحيلة.
وبعد عودته إلى نواكشوط، انتقل مع أسرته إلى منزلٍ في عين الطلح هربًا من الضغوط والتهديدات، لكنه ظلّ يتردد على منزله الرسمي في سيتي بلاج، حيث يحتفظ بملفات حساسة تتعلق بصفقات أراضٍ وأسماء نافذة في الوزارة.

قرارات وزارية فجّرت الخلافات

مع تعيين الوزير الجديد، ألغيت عشرات العقود العقارية التي كان يشرف عليها الراحل، ما تسبب في نزاعات مالية وقانونية مع الزبناء.
وبينما كان يستعد للمثول أمام القضاء خلال الأسبوع ذاته، كان يردّد أنه “لن يغرق وحده”، ملمّحًا إلى أنه يمتلك وثائق ومراسلات قادرة على إسقاط رؤوسٍ كبيرة داخل القطاع.

تحويلات مالية ومكالمات أخيرة

تحقيقات أولية كشفت عن تحويلات بملايين الأوقية القديمة عبر تطبيق Bankily من وإلى حسابه الشخصي، تتعلق بصفقات بيع أراضٍ في مناطق متعددة من العاصمة.
وتظهر محادثاته عبر “واتساب” مكالمات متكررة مع وسطاء وزبناء، كان آخرها مساء السبت 28 أكتوبر عند الساعة 21:41، وهي المكالمة التي لم يُجب عليها أبدًا.
بعد ساعات قليلة من ذلك، تم العثور عليه معلقًا داخل منزله في سيتي بلاج، بينما كانت كاميرات المراقبة مطفأة يدويًا.

التقرير الفرنسي… حسم الحقيقة

بناءً على أمر من القضاء، أُرسلت عينات من الجثمان إلى فرنسا لتحليلها في مختبر متخصص.
وجاء التقرير، الذي تسلّمه رسميًا الدكتور عثمان ولد محيحم والدكتور سيدي ولد سيدي الشيخ، ليؤكد أن الوفاة ناتجة عن تسميم بمادة كيميائية قاتلة، وأن عملية التعليق تمت بعد الوفاة.
تم تسليم التقرير إلى وكيل الجمهورية، الذي سلّمه بدوره إلى عائلة الراحل.

🛑

مؤشرات جنائية وتناقضات في مسرح الحادث

مصدر قريب من التحقيق أشار إلى أن المسافة بين نقطة التثبيت وسطح الدرج لا تتناسب مع وزنه وطول جسده، ما يجعل عملية الشنق الكاملة غير مرجحة.
كما أن الكاميرات أُطفئت يدويًا قبيل الحادثة، ولم تُرصد أي محاولة دخول قسرية.
التقارير الأولية لم تُحدد بعد سبب الوفاة بدقة، لكن رواية التسميم قبل الشنق بدأت تفرض نفسها بقوة داخل أوساط التحقيق.

🛑

“البطرون”… الاسم الذي لا يُنطق

في اليوم الذي سبقت الحادثة، كان الراحل ينتظر لقاءً وصفه بأنه “نهائي” مع شخص كان يلقبه بـ “البطرون” – أي The Boss – قال إنه وعده بتسوية كل مشاكله.
الحارس الشخصي أكد أن الفقيد طلب منه مغادرة المنزل لشراء أغراض بسيطة قبل وصول الزائر، ثم أطفأ الكاميرات بنفسه احترامًا لرغبة الضيف الذي لا يحب الظهور.
لكن الحارس لم يعد إلا بعد فوات الأوان… وكان الهدوء قد تحوّل إلى صمتٍ قاتل.

🛑

صلاة ودفن… وملف مفتوح

بعد استلام الجثمان، صلّت عليه الأسرة ودفن في نواكشوط، لكن الأسئلة لم تُدفن معه.
أين اختفت الملفات العقارية التي كانت في خزانته بسيتي بلاج؟ من كان آخر من التقى به؟ ولماذا أُخرجت الجريمة بهذا الشكل المسرحي؟

خيوط الجريمة تمتد داخل الوزارة

مصادر مطلعة تؤكد أن الملف لا يزال مفتوحًا، وأن التحقيقات تتجه نحو شخصيات داخل وزارة الإسكان كانت على اتصال مباشر بالراحل خلال أيامه الأخيرة.
ومع تأكيد التقرير الفرنسي لفرضية التسميم ثم التعليق، لم يعد السؤال: هل انتحر؟ بل أصبح:
من سمّمه… ولماذا؟