يحيى بيان :إرشيفنا يرحمنا

رحم الله سلفنا وبارك في خلفهم ،فقد كان  يَأْمَنَ شَرَّهُ مَنْ خَالَطَهُ، وَيَأْمَلَ خَيْرَهُ مَنْ صَاحَبَهُ، لَا يُؤَاخِذُ بِالْعَثَرَاتِ، وَلَا يُشِيعُ الذُّنُوبَ عَنْ غَيْرِهِ، وَلَا يَقْطَعُ بِالْبَلَاغَاتِ، وَلَا يُفْشِي سِرَّ مَنْ عَادَاهُ، وَلَا يَنْتَصِرُ مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَيَعْفُو وَيَصْفَحُ عَنْهُ، ذَلِيلٌ لِلْحَقِّ، عَزِيزٌ عَنِ الْبَاطِلِ، كَاظِمٌ لِلْغَيْظِ عَمَّنْ آذَاهُ، شَدِيدُ الْبُغْضِ لِمَنْ عَصَى مَوْلَاهُ، يُجِيبُ السَّفِيهَ بِالصَّمْتِ عَنْهُ، وَالْعَالِمَ بِالْقَبُولِ مِنْهُ، لَا مُدَاهِنٌ، وَلَا مُشَاحِنٌ وَلَا مُخْتَالٌ، وَلَا حَسُودٌ، وَلَا حَقُودٌ، وَلَا سَفِيهٌ، وَلَا جَافٍ، وَلَا فَظٌّ، وَلَا غَلِيظٌ، وَلَا طَعَّانٌ، وَلَا لَعَّانٌ، وَلَا مُغْتَابٌ، وَلَا سَبَّابٌ. يُخَالِطُ مِنَ الْإِخْوَانِ مَنْ عَاوَنَهُ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ، وَنَهَاهُ عَمَّا يَكْرَهُ مَوْلَاهُ، وَيُخَالِقُ بِالْجَمِيلِ مَنْ لَا يَأْمَنُ شَرَّهُ، إِبْقَاءً عَلَى دِينِهِ، سَلِيمُ الْقَلْبِ لِلْعِبَادِ مِنَ الْغِلِّ وَالْحَسَدِ، يَغْلِبُ عَلَى قَلْبِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ مَا أَمْكَنَ فِيهِ الْعُذْرُ، لَا يُحِبُّ زَوَالَ النِّعَمِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِبَادِ، يُدَارِي جَهْلَ مَنْ عَامَلَهُ بِرِفْقِهِ، إِذَا تَعَجَّبَ مِنْ جَهْلِ غَيْرِهِ ذَكَرَ أَنَّ جَهْلَهُ أَكْثَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عز وجل، لَا يَتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةً، وَلَا يَخَافُ مِنْهُ غَائِلَةً، النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ، وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي جَهْدٍ