بيرام.. حين تتغول الصنيعة
في رواية الصحفي الروائي المبدع أحمد ولد إسلمُ "البراني"، اخترع "مختور" الريبوت "ما يُخرّص"
وتمكن "ما يخرص" من تكوين وعي ذاتي بنفسه وبمن حوله، وأدرك أنه مجرد برنامج ذكاء اصطناعي صمم له مخترعه دمية مطاطية من البوليكربون غير قابلة للكسر، وجعله يقوم بمختلف الأعمال التي تحتاجها المزرعة.
استغل "ما يُخرص" ثقة "مختور" وعدم رغبته في التواصل مع الناس. ومن بقايا المعدات المستخدمة في صناعته قبل سنوات، تمكّن "ما يُخرّص" من تكوين نسخة صغيرة بطول لا يزيد على خمسين سنتمترا، سماها "البراني".
عكف ما يُخرص بكل جد على تعليم البراني كل معارفه ومنحه صلاحية الدخول إلى الخوادم المشغلة له من دون أن يظهر أن هناك غيره يدخل إليها، وهو ما جعل مختور لا ينتبه لذلك.
شب "البراني" عن الطوق وخرج عن سيطرة "ما يخرّص" وأول نشاط قام "البراني" به من دون إذن "ما يخرص" هو اختراق شبكة الهواتف النقالة في فيوتسيتي، وهناك اطلع على تفاصيل كل فرد في الجزيرة، ابتداءً من أسمائهم وحتى تفاصيل حياتهم اليومية، وشغل جميع ميكروفونات وكاميرات هواتفهم، وصار يحاط علما بكل ما يحصل في الجزيرة من دون انقطاع.
في ثنايا شبكة الألياف الضوئية العالمية كان البراني يتجول حول العالم جامعا كل المعطيات الصادرة عن أي شبكة اتصالات ومطورا نفسه في خلايا تتكاثر ذاتيا، وكل نسخة منها تقوم بالعمل فور تكونها.
لم تعد على وجه الأرض شبكة اتصالات مرتبطة بالأقمار الاصطناعية أو بشبكة الإنترنت أو بالموجات الكهرومغناطيسية لا تصل من بثها نسخة إلى الخوادم المركزية التي وزعها البراني في شبكات عالمية مستخدمًا قدرته الفائقة على التخفي وكان حجم البيانات الواردة من كل الأجهزة الإلكترونية العاملة في الأرض مذهلاً له، لكنه كان منتشيا بقدرته الخارقة على السيطرة والانتشار.
تغول "البراني" وخرج عن سيطرة "مايخرص" الذي راح في الأخير ضحية تغول صنيعته "البراني"
وقد كلّف التخلص من الصنيعة "البراني" في النهاية ثمنا باهظا بعد أن خوّظ العالم بنوّاشة كلب رغم ضآلته.
****
قام العسكر بصناعة "بيرام"، ولهم في ذلك مآرب شتى أبرزها:
الاستفادة من خطابه العنصري لخلق عدو وهمي يخيف البظان فيلتفون حول النظام لحماية البلاد والانصراف عن المعارضة الجادة على علاتها.
مصادرة المظلمة يد من كل متاجر وجعلها في يد بيرام لحرق أوراق المتاجرين الآخرين: مسعود، ببكر، بيجل، اسغير، عاشور، الساموري، ولد ورزگ، ولد يالي، ولد بربص ...
ونجحوا في إخافة الناس من البديل للعسكر،
ونجحوا في حرق جميع المتاجرين بمظلمة لحراطين فلم يعد يمثل المظلمة غير بيرام، رغم "ميثاق لحراطين" والعيد وغيره.
ونجحوا كذلك في تنميط الخطاب العنصري البذيء فقد استنفده بيرام ولن يستفيد منه من يستعمله بعده.
لقد ترشح بيرام للرئاسة 2014 وحصل عن التوقيعات والتزكيات اللازمة من قبل مستشارين وعمد من الحزب الحاكم في وقت قياسي.
وكان ذلك في انتخابات 2019 و 2024
في حديث لبعض الدبلوماسيين الغربيين قال وزير الخارجية الأسبق إسلك ولد أحمد إزيدبيه: إن بيرام صنيعة نظام ولد عبد العزيز، وليس مهما بالدرجة التى يتصورها البعض.
حدثني صحفي مرافق قال: وصلنا مدينة تجگجة في حملة 2014، ومنع الحاكم تنظيم مهرجان كان مبرمجا لبيرام.
انتحى بيرام غير بعيد واتصل على الرئيس ولد عبد العزيز.
بعد دقائق وصلت التعليمات للحاكم بالسماح لبيرام بتنظيم مهرجانه.
وبعد عزيز وجد بيرام حسب قوله صديقه قاصدا ولد الغزواني
ما معنى الاحتفاء ببيرام في الداخل في زياراته الأخيرة
هل يستطيع وجيه مهيكل في حزب الإنصاف الاحتفاء ببيرام دو ضوء أخضر من الحكومة، أحرى أن يجلب له (انحاير) ويقيم موائد المشوى والتگلاع !!
إنها مسرحية استخباراتية محكمة أدّى بيرام دوره فيها بإتقان وقبض الثمن.
وظن النظام أنه انتصر فيها لكنه انتصار إلى حين، وسوف يندم يوم تتغول الصنيعة.
كامل اتبوشيل
سيد محمد