طرق الموت
قد يغدر الإنسان منا نحن العرب كل اماناته... يحدث كثيرا ان يخون العربي وطنه ويبيع ثورته ويرقص على جثث واشلاء أبناء وطنه وبلده مزهوا بانتصار كاذب.... نخون أسمى ما لدينا الرسالة السماوية في ابسط ذكر حين يقسم الشيخ منا والصبي باسم الجلالة كذبا ولهوا في الحديث
.. نغدر قضايانا العادلة ونبيعها دوما بثمن بخس حت أصبحت شيمة العربي وسمته في كل المنابر الدولية... سلمنا تاريخنا العكر ومواقفنا الملطخة بالدمام للعلوج قبل ان يتآمروا علينا ....
نعم اعتدنا على الفساد انه النظام السائد فينا وبيننا شرعناه واشعناه حتى عدنا لحياة تشابه "المشاعة البداىية" لماذا نعترض ولماذا نحاجج وبماذا نطالب ؟؟؟
أجساد المراهقين والشباب التي نقبها الحوت في أعماق المحيطات هم الذين اعتقدوا انهم يركبون قوارب نجاة من محيط سام وواقع مؤلم واقع الامر لم يأكلهم الحوت بحرا اكل بقاياهم فقط انما اكلهم وحش البرية برا وجوا واهدر احلامهم وحقوقهم في حياة كريمة منحها رب قادر.
غدرهم القدر ولم ينصفهم الأمل... بل أكلنا الألم وذويهم حين لفظ البحر الغادر اجزاءهم بعد ان نهشتها الحيتان..... بينما الحوت الكبير خارج المحيطات يلتهم وطنا برمته... حيتان تأكل وتنهش كل شيء منا وفينا والينا... جردتنا كل الحقوق وسلبتنا الأمل... حيتان تغلف لنا الفساد بالقبيلة.... والامجاد العرقية الوهمية..... من يولدون آلات ومولدات لطحن النفس البشرية وسحق كل حق في الحياة ... اباطرة السياسة في المجتمع هم الغول الذي صنعناه وأكلنا.....
كل شيء غادر في هذه الأرض البوار لا شيء صالح للزراعة ...هي لا تنبت الا الألم.... ان الثورة لا تأكل ابطالها الا في المجتمعات الفاسدة لن ننسى ابدا الوجع الممتد على خاصرة المجتمع الصحراوي "كديم ازيك " هل نسيتم المسرحية البائسة التي قادت خيرة شبابكم الى المؤبد... فقط لأنهم واجهوا الفساد والمفسدين يوما.... كان مصيرهم حالكا مظلما في غياهب السجون كمن سبقوهم.....
واليوم لا يختلف كثيرا عن الأمس كما لن يختلف عن الغد انه مصيرنا في هذه الجغرافيا الملعونة ان نطحن ويتم تدويرنا الف مرة ومرة ...
نحن من يموت شبابنا واطفالنا وامهاتنا وكهولنا على طرقات الموت المهترئة التي خطها المفسدين على قدر وجعنا... انها الطرق التي تقتلنا قبل القدر ... لأنها لم تصنع يوما بمقاييس انسان لتحميه بل وضعت على شكل انتقام.... انها فاه الموت الذي لا يغلق ولا يشبع يلتهم ذوينا الواحد تلو الآخر بأبشع الطرق وعلى مرأى أعيننا نحن أبناء الطلح وأتيل أبناء المزن التي رحلت وتركتنا في العراء نحن من لبست حرائرنا النيلة ولم تعرف لسوادها بديلا ...
كن يعلن عن السنوات العجاف ولكن لم يفهم الدارسون من كل التخصصات الأمر وظنوا انه احتفاء بالسواد لسلطته وانضماما لعالم الموضى من ضفاف وادي الساقية الحمراء ووادي الذهب وواد نون ... اخطأوا ولم يفهموا انها قريحة بدو تنبئ بويلات مستقبل مظلم....
نحن نخون كل شيء نحن نبيع انفسنا وقضايانا العادلة ونتآمر عليها بأبخس ثمن ولكن لا نخون الوجع بل نؤتيه حقه بشموخ لاننا جبلنا عليه ورضعناه من الاثداء جميعا و"تمطكناه " مازال طعمه في افواهنا جميعا منذ اول "تلقين فلحوالى "
الصحراوي هو الانسان الوحيد في العالم ربما الذي اهداه القدر جغرافية تعبد الموت وتقدم لها قرابين على هيأة شعب.... نحن من حكم على امهاتنا ان يلتحفن الفجع والفقد والألم... ويشيدون اكبادهم إلى مأواهم الاخير دون نواح او دمع او الم ...
في أبهى حلل الصبر والاحتساب... هو ليس صبرا واقع الأمر لا أحد يستطيع أن يواجه مساحة الفقد المخيفة انه يترك فجوة حالكة الظلام داخلنا نصبح بعده كأنما عود اجوف او بئر فارغة .. أصغر حجرة اذا سقطت بها صاحت واصدرت صوتا كبيرا.....
انه الفقد يا سادة ... غياب ورحيل دون وداع لفلذات الاكباد والغوالي على طرق الموت دون حساب لمن لم يؤدي الأمانة... دون أدنى عقاب عن النهب والسلب .... من تتعلق بذمته كل هذه الأرواح التي خطفت لم يكن قدرا إنما غدرا ...
نحن اوفياء دوما للوجع والألم لاننا لم نتعلم يوما ان نثور لنغير واقعا... لم ندرك بعد كل الألم الذي تجرعناه ان الحوت الكبير يبلعنا ويقضمنا الواحد تلو الاخر وأننا عاجزين عن ردعه لاننا نحن من صنعناه ذات يوم ونفخنا في روحه الشر ....حتى أصبح فرعوننا.
نحن نصون الألم وحده ونوفيه حقه لانه ربما قدرنا الوحيد والاوحد منذ ردح من الزمن ....
لعمري انها ارض بوار لا تعطي الا الفقد والفجع ...جغرافية الألم هذه روضت حتى خيولنا على تقاسم الوجع معنا نعم كل شيء في هذه الأرض ولد ليشقى لا ليبقى...
كل شيء خانق وموجع حتى الخيول تشيع جنازة المغدورين والشهداء معنا انها "الدهماء" و " هنون" انها خيل تعود ملكيتها لاخيهم وابن عمومتهم "عبد الله البمباري" "لكريب" التي شيعت موكب الجنازة ورافقت الشهداء الى مثواهم الاخير ...
قدرنا ان نعيش الفواجع تباعا قدرنا ان نغتال كل يوم ونقبل الكف التي تغتال....
لمينة الخطاط...
*منت سبع الواد وجمل الاولياء الشيخ سيداحمد لعروسي في واجب العزاء لوطن برمته وشعب بأكمله*