عدنا والعود أحمد
لسـتُ أدري مِن أين أبدأ بوحي..
كلما فتحت حسابا انزعجوا منه، فيبدأون الكيد والوشاية.
كلما أخرج الحساب شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، وكلما اشتهر وقامت عليه أمة من الناس يسقون، كانوا كحمر مستنفرة فرت من قسورة:
كلّما أَطلقَ الفدائيُّ نارًا :: صاح في الأفق صوتُها الرنّانُ
منشدًا نغمةَ الخلاص ينادي :: ها أنا الشعبُ ها أنا البركانُ
هم الحكومة ونحن صوت الشعب، يفترض أن يكونوا الأقوى وأن نكون الأضعف.
سلاحهم المال والسلطة والمخافر والسجون والمصادرة، وسلاحنا الكلمة.
سلاحهم الترغيب والترهيب
فكم من قلم لبس الصمت لقاء لعاعة من الدنيا
وكم قلم أسكِتَ بضغط عالٍ
سرقوا أصابعنا .. وعطر حروفنا :: فبأي شيء يكتب الكُـتـَّابُ؟
والحُكم شرطيٌ يسير وراءنا :: سراً .. فنكهة خبزنا استجوابُ
نار الكتابة أحرقت أعمارنا :: فحياتنا الكبريت والأحطاب
ما الفكر؟ ما وجع الكتابة؟ ما الرؤى؟ :: أولى ضحايانا هم الكـُـتــَّاب
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم :: حظ البغايا .. ما لهن ثواب
هل يخافون الكلمة إلى هذا الحد؟!
نحن لا نملك إلا الكلمة
الكلمة وما أدراك ما الكلمة
يقول عبد الرحمن الشرقاوي, في "الحسين ثائرًا":
“أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله كلمة
...
الكلمة نور ..
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة.
يقول أحمد مطر:
جسَّ الطبيبُ خافقي
وقـالَ لي:
هلْ ها هُنـا الألَـمْ؟
قُلتُ له: نعَـمْ
فَشـقَّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
وأخـرَجَ القَلَــمْ!
**
هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. ومالَ وابتَسـمْ
وَقالَ لـي:
ليسَ سـوى قَلَـمْ
فقُلتُ: لا يا سَيّـدي
هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ
رَصـاصــةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ !
في عهد السماوات المفتوحة لايمكن حجب الكلمة فليغلقوا ما شاءوا فلسان حالنا:
إذا شق برد شق بالبرد مثله :: دواليك حتى كلنا غير لابس
كامل الإصرار
سيد محمد