ساعة كنت هنا بين هذه الربوع برز وهو يصيح ...
نحن أهل كيفة...
سلوا عنا ديار القديمة وسوقها ، والجديدة وشوارعها ، وسقطار ونجد ورياضها...
سلوا اتويمرت ومقبرتها، سلوا التميشة وحجارتها، سلوا النزاهة ومن فيها،
سلوا بطاح السيف، وربوع كبود، وسفوح اتنكيبه...
سلوا حي انتو، وضفاف أم لخبر ، ووادي الروضة...
سلوا عنا كل شبرمنها وكل حي تحت سماءها...
سيخبركم عن تضحياتنا ومآثرنا ومفاخرنا وعلومنا وفنوننا...
نحن اهل كيفة!
نحن الوزراء!
نحن رجال الأعمال
نحن المدراء والأمراء ...
هل روى ظمأ عطاش مدينتنا يوما إلا نحن ؟ وهل زان جنات لمسيلة إلا غرسنا ودرسنا؟
هل عرفت الدنيا أنبل منا أو أكرم ، أو أرأف أو أرحم، أو أجل أو أعظم، أو أرقى أو أعلم؟
نحن حملنا لواء الوطن عندما كان الكل يتيه في ليل الفرقة وقلنا لأهلها: هذا الطريق!
نحن نصبنا موازين العدل بيننا.
نحن بنينا للعلم دارًا يأوي إليها حين شرّده الناس عن داره.
نحن أعلنا المساواة بيننا فكنا أسنان المشط .
وضعيفنا المحق قوي فينا، وقوينا عون لضعيفنا.
نحن أحيينا القلوب بالإيمان، والعقول بالعلم، والناس كلهم بالحرية والحضارة.
نحن أهل كيفة!
نحن بنينا المستشفيات والمصحات والاسواق والمربط وسكن تآزر.
نحن أنشأنا مهرجان التمور ومهرجان كيفة وشدنا وكدنا....
نحن شِدْنا المراكز والمدارس النظامية وجامعة كيفة وكليةالهندسة .
نحن عمرنا المساجد وفتحنا المحاظر
نحن علمنا جهال المدينة وكنا الأساتذة المتطوعين,والشباب الممكنين ... حتى نظفنا الشوارع والازقة فصارت مدينة كيفة عروسا تفوح مسكا وأريجا...
نحن نحن...
من بين هذه القمامة تحدث لي جني كيفة
يحيى ولدبيان